تخريج حديث: «حق الزوج على زوجته لو
كانت به قرحة، فلحستها ما أدت حقه» (4)
***
(كتبه: أبوالفوزان السنابلي)
.
* حديث عامر الأشعري رضي الله عنه
متن الحديث:
------
عن عامر الأشعري أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال للمرأة التي سألته عن زوجها فقال: «إنه لو كان أجذم متقطعا يسيل
إحدى منخريه دما والآخر قيحا فمصصت ذاك لم تقض حق الله الذي عليك».
.
تخريج الحديث:
--------
أخرجه ابن عساكر في تاريخه فقال:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا عبد
الله بن محمد قال حدث يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم عن شهر عن عامر الأشعري -
رضي الله عنه - به. [تاريخ دمشق لابن عساكر: 25/ 433، وذكره الحافظ ابن حجر في
الإصابة (3/ 474) في ترجمة عامر الأشعري. ونقله ابن حجر الهيتمي في «الإفصاح عن
أحاديث النكاح» (ص178)]
(تنبيه):
وقد روي شهر بن حوشب عن عائذ الله بن
عبد الله، حديث معاذ بن جبل بنحوه مرسلا اي لم يسمعه من معاذ، وهو حديث آخر لأنه
موقوف علي معاذ - رضي الله عنه -، وفيه قصة، وطريقه مختلف عن هذا الطريق تماما كما
سياتي. فلا يقال أن شهر اختلف عليه. وسياتي تخريج حديث معاذ - رضي الله عنه - في
آخر البحث.
.
دراسة الإسناد:
-------
انفرد به ابن عساكر بإسناده المذكور،
ورجاله ثقات.
.
أما شهر، فهو «شهر بن حوشب»، و الكلام فيه معروف، والراجح من مجموع كلام
الأئمة فيه أنه صدوق حسن الحديث.
وأما ابن خثيم، فهو «عبد الله بن عثمان بن خثيم» من رجال مسلم والأربعة، وهو صدوق
كما قال الحافظ في «التقريب» (رقم3466)
.
وأما يحيى بن سليم الطائفي فهو «يحيى بن سليم القرشى الطائفى» وهو ثقة من رجال الستة.
وتكلم بعضهم في أحاديثه عن عبيدالله
خاصة، فقال البخاري - رحمه الله -:
«يحيى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد
الله يهم فيها» (العلل الكبير للترمذي: ص 192)
وكذلك نقل عن النسائي و الساجي (تهذيب
الكمال / 368، إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي 12/ 323)
فهذا كلام مقيد، وعليه يحمل قول من
تكلم فيه، كما حققه الحافظ فقال:
«والتحقيق أن الكلام فيه إنما وقع في
روايته عن عبيد الله بن عمر خاصة» [فتح الباري لابن حجر، ط المعرفة: 4/ 418]
وهذا الحديث الذي نحن بصدد تحقيقه من
غير روايته عن عبيد الله، بل هو من روايته عن ابن خثيم، وهو متقن فيه، كما صرح
بذلك الإمام أحمد فقال:
«كان قد أتقن حديث ابن خثيم، كانت عنده
في كتاب» (العلل ومعرفة الرجال لأحمد، ت الأزهري: 2/ 159)
فطريقه عن ابن خثيم لا غبار عليه.
.
وأما عبد الله بن محمد فهو «الإمام البغوي» صاحب كتاب معجم الصحابة، وهو ثقة إمام.
وهنا انقطاع فإن عبدالله بن محمد
البغوي ولد بعد وفاة يحيى بن سليم الطائفي كما في كتب الرجال.
وأما عيسى بن علي فهو «عيسى بن علي بن عيسى ابن داود بن الجراح الوزير أبو القاسم
البغداديّ»
قال الخطيب البغدادي: «وكان ثبت السماع
صحيح الكتاب» (تاريخ بغداد 11/ 179)
وأما أبو الحسين بن النقور، فهو «أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور البغدادي»، وقال
الخطيب البغدادي:
«كتبت عنه وكَانَ صدوقا» (تاريخ بغداد:
5/ 146)
وأما أبو القاسم بن السمرقندي، فهو إسماعيل بن أحمد بن عمر الدمشقي، وقال ابن عساكر:
«كان مكثرا ثقة صاحب نسخ وأصول» (تاريخ
دمشق لابن عساكر 8/ 357)
.
الاختلاف في صحبة عامر الأشعري
--------------------
عامر الأشعري - رضي الله عنه -، هو «عامر
بن أبى عامر الأشعريّ»، واختلف في صحبته.
ذكره البخاري و أبوحاتم في التابعين
(التاريخ الكبير 6/ 450، الجرح والتعديل 6/ 326)
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:
«عامر بن أبي عامر الأشعري واسم أبيه
عبيد بن وهب تابعي مخضرم من الثانية وقد قيل له صحبة» (تقريب التهذيب رقم 3097)
لكن الأكثر علي أنه صحابي، منهم الإمام
أبوزرعه الرازي، و يعقوب الفسوي، و ابن سعد - رحمهم الله - وغيرهم.
فقال الحافظ مغلطائي:
«وفي كتاب البغوي والباوردي، وابن زبر،
والفسوي في تاريخه الكبير، والحروف لابن السكن: عامر بن أبي عامر الأشعري صحب
النبي - صلى الله عليه وسلم - وغزا معه وروى عنه. ولما ذكره العسكري في الصحابة
قال: أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«لا إذن على عامر» ... ذكره أبو زرعة الدمشقي في كتاب الصحابة النازلين بالشام ... » (إكمال تهذيب الكمال 7/
139، الإنابة إلي معرفة المختلف فيهم من الصحابة: ص315)
وقال ابن سعد:
«عامر بن أبي عامر وقد صحب النبي - صلى
الله عليه وسلم - , وغزا معه , وروى عنه» (الطبقات الكبرى 4/ 358)
وقال ابن عساكر:
«هاجر به أبوه من اليمن وأدرك النبي
صلى الله عليه وسلم» (تاريخ دمشق: 25/ 432)
وقال ابن الأثير:
«أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - مع
أبيه» (أسد الغابة ط العلمية 3/ 125)
واختلف فيه قول ابن حبان فقال مرة:
«عامر بن أبي عامر الأشعري سكن الشام
له صحبة» (الثقات لابن حبان 3/ 291)
ثم أعاد ذكره في التّابعين، انظر:
(الثقات: 5/ 190)
واختلف فيه قول الذهبي أيضا فمرة نفي
الصحبة عنه، ومرة عده في الصحابة فقال في «التجريد»:
«عامر بن أبي عامر الأشعري، أدرك النبي
- صلى الله عليه وسلم - وقدم مع أبيه» (تجريد أسماء الصحابة للذهبي: ص285)
وقول المثبتين لصحبته هو الراجح، لأن
معهم زيادة علم ومن علم حجة على من لم يعلم، فينبغي الاعتماد عليهم.
.
الحكم علي الإسناد والحديث:
----------------
إسناده منقطع، فإن عبدالله بن محمد
البغوي ولد بعد وفاة يحيى بن سليم الطائفي، لكن الحديث صحيح، يشهد له حديث معاذ بن
جبل - رضي الله عنه - الآتي، وهو -وإن كان موقوفا- له حكم الرفع كما سيأتي بيانه،
و يشهد لمعناه أحاديث أبي سعيد، وأنس بن مالك، و أبي هريرة - رضي الله عنهم - وقد
سبق تخريج كل هذه الأحاديث فيما مضي. وقال محققو «الجامع الكبير» في تعليقهم علي
هذا الحديث:
«في مجمع الزوائد أحاديث بروايات
مختلفة مع اختلاف في بعض ألفاظ الحديث وإن كانت كلها متقاربة في المعنى فهى من
الشواهد والمتابع لهذا الحديث» (الجامع الكبير 3/ 52)
.
وكتبه:
أبوالفوزان السنابلي
[ ... يتبع ... ]
رابط المبحث التالي
https://www.kifayats.com/2021/08/biwi-par-shauhar-ka-haq-5.html
رابط المبحث السابق
https://www.kifayats.com/2021/08/biwi-par-shauhar-ka-haq.3._0829266254.html
No comments:
Post a Comment